LE DONATISME (3)
Page 1 sur 1
LE DONATISME (3)
”• (•
واستمرت الدوناتية في الصعود وتحولت إلى مذهب شعبي جماهيري مما جعل الإمبراطورية تراجع موقفها من منعه، فما أن نُصّب الإمبراطور يوليان F.C.Julianus وهو ابن أخت الإمبراطور قسطنطين، حتى أصدر مرسوما سنة 362 م بإعادة الاعتبار للمذهب الدوناتي، فأعيدت له كنائسه• حاول الرومان تدجينه وجعله مؤيدا لاستعمارهم للمغرب، لكن الدوناتيين المخلصين لطموحات الشعب الأمازيغي البربري استمروا في النضال ضد الاستعمار وضد المذهب الكاثوليكي الداعم للاستعمار•
الدوناتيون وثورة فيرموس وغيلدون
امتد نفوذ الدوناتيين إلى دعم الثورات البربرية ضد الاستعمار الروماني، فلجأ الثائر فيرموس سنة 372 م للدوناتيين طالبا دعم ثورته فدعموه، فقد استطاع هذا الثائر بفضل الدوناتيين تحقيق تحالف بين بعض القبائل البربرية، وشن حربا ضروسا على الجيوش الرومانية فاحتل عاصمة موريتانيا مدينة شرشال وإيكوسيوم (مدينة الجزائر)، ومثلما يقول ش أ جوليان ”كان فيرموس مسيحيا ومن غير شك كان دوناتيا• أرسلت روما جيشا بقيادة أفضل قادتها وهو تيودوس فحط في مدينة جيجل، ونظرا لعدم التوازن بين القوتين هزم جيش فيرموس سنة 375 م• وتمكن الرومان من القضاء على فيرموس بالتآمر مع أخيه غيلدون فانتحر فيرموس عندما علم بخيانة أخيه• وفي 376م أصدر الإمبراطور غراتيان Gratien أمرا بتجديد منع المذهب الدوناتي بعد ثبوت مشاركته في ثورة فيرموس•
ويبدو أن غيلدون القائد البربري عندما شعر بأن أخاه لا يستطيع الصمود أمام الجيوش الرومانية، فكر في حيلة يبقي فيها زمام الأمور بين البربر بدل القضاء على العائلة، فقرر التضحية بأخيه فيرموس متظاهرا باستعداده للتعاون مع الرومان• ورحب الرومان بذلك فعينوه كونت إفريقيا سنة 386م• وما أن سيطر على الأمور حتى أعاد الاعتبار للمذهب الدوناتي وانصاع حلفاؤه الرومان لقراره، وهذا يشير إى أن غيلدون لم يكن خائنا، وإنما مناورا• كان يعد العدة مع الدوناتيين لتحرير الشعب البربري من الاحتلال الروماني، واستمر في إعداده من 376م وحتى سنة 396م السنة التي أعلن فيها الثورة ضد الرومان مدعوما من الدوناتيين• ويقول رشيد الناضوري: ”ولم يستمر غيلدون في موالاته للسادة الرومان طويلا بعد تبوئه المناصب العسكرية الرومانية في المغرب، بل سرعان ما انقلب عليهم قائدا ثورة بربرية جديدة سنة 396م، واستخدم الرومان وسيلتهم التآمرية بتحريض أخيه مقزيل ضده وتكررت المأساة وانتحر غيلدون” (9)•
ويقول ش أ جوليان: ”كان غيلدون يملك بين يديه أقوى سلاح وهو منع تزويد روما بالقمح، وفي إمكانه تجويع روما وإيطاليا، وفي سنة 396 م أعلن الثورة وأوقف إرسال القمح، وقد قام الوندالي ستيليسون Stilicon حاكم غرب الإمبراطورية بالاحتياط للكارثة فصادر قمح الغالة وإسبانيا، واجتمع مجلس الشيوخ الروماني وأعلن غيلدون عدوا لروما” (10)•
وخوفا من تجويع الشعب الروماني جندت روما جيشا ضخما لمحاربة غيلدون، وأسندت قيادته لأخ آخر لغيلدون وهو ماقزيل فهزم غيلدون، وخشي الرومان من تمرد ماقزيل فدبروا له عملية اغتيال خفية• ونظرا لأهمية غيلدون وثورته فقد نظم الشاعر الروماني كلوديان Claudien قصيدة طويلة في هذه الثورة ”ركز فيها على الرعب الذي اجتاح الإمبراطورية من جراء المجاعة التي تسبب فيها هذا الثائر البربري الدوناتي، وكيف هب الإله الروماني نيبتون في سماء إفريقيا فأغرق غيلدون في أمواجه، ومكن الأمبراطوريَين ثيودوس وأبيه اللذين صارا إلهين رومانيين، وكيف اعتبر ستيليسون ماقزيل غير مشرف لروما بأن يقود جيشا رومانيا ضد المتمردين• وقد لخص هذا الشاعر الروماني قوة هذه الثورة البربرية، وأهمية المغرب في حياة الشعب الروماني واقتصاده، والدور الذي تلعبه الأرستقراطية الزراعية الرومانية بالمغرب ولوتيفونداتها في تمويل روما بالقمح النوميدي، والتي تقع تحت حماية المذهب الكاثوليكي، وتعتبر الدوناتية عدوها اللدود• وتقول الموسوعة الحرة: ”وانهزم غيلدون سنة 398م ولكنه ترك وراءه الدوناتيين في قمة قوتهم”•
ظهور القديس أوغستين ومحاربته للدوناتيين
وظهر القديس أوغستين، فوجد بلاد البربر قد صارت كلها دوناتية مثلما يقول ش أ جوليان• دونا أمازيغي من الأوراس، أما أوغستين فهو روماني، تقول عنه الموسوعة الفرنسية ”يونيفرساليس”: ”ولد القديس أوغستين مواطنا رومانيا، هو من رومان إفريقيا، عاش مخلصا ثابت الإخلاص للحضارة الرومانية”• (11)• اشتد القمع القاسي الذي مورس ضد أتباع غيلدون ليشمل الدوناتيين أيضا، واعتقل أوبطا أسقف تيمفاد الذي كان مستشارا لغيلدون وروح الثورة البربرية، واغتيل في السجن، واعتبر شهيدا من الدوناتيين، وعن ش أ جوليان يذكر ب مونسو P.Monceaux ”أنه كانت الدعاية المنطلقة من اللوتيفوندات مدعومة بقوة ملاّكي الأرض الكبار الذين يعملون على اعتناق مُزارعيهم الكاثوليكية، وتحقيق الوحدة الدينية في أراضيهم بنوميديا”• ويعقب ش أ جوليان بما يلي: ”إن هؤلاء السادة يرون أن الكاثوليكية هي الضمان لرضوخ البروليتاريا الفلاحية” (12)•
وهنا برز القديس أوغستين فطالب باجتماع مجلس الأساقفة وأملى عليه القرارات، وراح يرسل الشكاوى ضد الهراطقة ويعني بهم الدوناتيين• ومثلما يقول ش أ جوليان: ”كان يعد للتدخل المباشر للسلطة في النزاع الديني، وبطلب من مجمع الأساقفة الكاثوليك بقرطاج محاربة الهراطقة، وقرر الإمبراطور اعتبار الدوناتية هرطقة وخارجة على القانون في 12 فبراير سنة 405 م، وهكذا تدخل القمع الرسمي فزاد من الانتقام الفردي، وراح الأساقفة الكاثوليك يبلغون للشرطة أسماء خصومهم الدوناتيين، وانطلق ملاك الأرض بنوميديا، بما فيها الإقطاعية التي استأجرها أوغستين، ينشرون نشاطهم المحموم ضد الزندقة••• لكن في نوميديا قاومت الدوناتية القمع بشكل قوي جعل أوغستين يحذر الإمبراطور من قوته، وظهر الدائريون من جديد يهاجمون اللوتيفوندات، واندلعت الثورة الاجتماعية”• (13)• ويلاحظ من هذا النص أن أوغستين كان يملك لوتيفوندية من أرض الفلاحين الأمازيغ المسروقة•
ندوة قرطاج
وأمام هذا الوضع الذي رآه مناسبا عمل أوغستين على عقد ندوة تحت شعار توحيد الكنيسة، واعتمد أن يكون الأساقفة الكاثوليك بها أكثر من الأساقفة الدوناتيين، كان عدد الأساقفة 565 أسقف، منهم 286 كاثوليكي و279 دوناتي، وكانت الدعوة تقول بأن الجدال سيدور بين المذهبين، والطرف الذي يتغلب سيعمم مذهبه بإفريقيا، ويبدو أن الدوناتيين كانوا متغلبين على الكاثوليك بالحجة مرتكزين على حقيقة أن المسيحية والتي يؤمنون بها تنصف المقهورين، والشعب المغربي مقهور من الاستعمار الروماني ومن اللوتيفوندة التي تمثله• ويبدو أيضا أن الكثير من الأساقفة الكاثوليك الأمازيغ الشبان بدأوا يميلون للحجج الدوناتية، وعندها غادر أوغستين القاعة وقصد الوالي الأمبراطوري بقرطاج واتفق معه على أن يوقف الحوار، وترسل القوات العسكرية لتعتقل الأساقفة الدوناتيين وهذا هو الذي حدث يوم 26 جوان 411 م• ثم حل المذهب الدوناتي بأمر إمبراطوري فصودرت كنائسه وممتلكاته لصالح الكاثوليكية• ويعلق ش أ جوليان فيقول: ”لقد وجد الدوناتيون أنفسهم أنهم ليسوا في ندوة ولكن أمام محكمة يرأسها الوالي الروماني مارسيلينوس Marcellinus الذي يعتبر كاثوليكيا متعصبا يتهمونه بعديم الذمة” (14)، ومن غير شك فإن هذا الوالي كان يتصرف بنصائح أوغستين•
استمر الدوناتيون يمارسون طقوسهم في السر تحت قيادة غودينتيوس أسقف تيمفاد، وأميريتوس أسقف شرشال، وانطلق الثوار الدائريون يغتالون الكولون، ويحرقون اللوتيفوندات، وردت السلطة بالقمع، ومثلما يقول ش أ جوليان: ”وهكذا العنف ولد العنف في دائرة جهنمية••• وبفضل أوغستين خرج الكاثوليك في كفاحهم منتصرين، لكن الكثير من الانضمامات للكاثوليكية لم تكن سوى صورية شكلية• لقد انطلق حقد أصم كامن ضد الأمبراطورية والكنيسة الرسمية والأرستقراطية الزراعية المتضامنة في القمع الذي استمر بلا رحمة، إلى أن انهارت هذه لسلطة الثلاثية تحت ضربات الوندال” (15)•
كان أوغستين يؤيد بل ويدعو لقمع الدوناتيين، يقول: ”ينبغي أن تتدخل السلطة العامة وتزرع الرعب لإعادة الهراطقة للأصالة المسيحية• باسم كلمة المسيح أجبروهم بالقوة على الدخول”• ومثلما يقول ش أ جوليان كان أوغستين يعتبر قهر الدولة مبررا وشرعيا• مات أوغستين في عنابة وهو يدافع عن الاستعمار الروماني في مواجهة الغزو الوندالي، وخالف بذلك طموحات الشعب المغربي الذي رحب بالوندال أملا في تخليصه من ظلم روما على يد هؤلاء القادمين الجدد، من باب عدو العدو صديق•
مذهب الوندال المسيحي الأريانية أي الأريوسية
واستمرت الدوناتية في الصعود وتحولت إلى مذهب شعبي جماهيري مما جعل الإمبراطورية تراجع موقفها من منعه، فما أن نُصّب الإمبراطور يوليان F.C.Julianus وهو ابن أخت الإمبراطور قسطنطين، حتى أصدر مرسوما سنة 362 م بإعادة الاعتبار للمذهب الدوناتي، فأعيدت له كنائسه• حاول الرومان تدجينه وجعله مؤيدا لاستعمارهم للمغرب، لكن الدوناتيين المخلصين لطموحات الشعب الأمازيغي البربري استمروا في النضال ضد الاستعمار وضد المذهب الكاثوليكي الداعم للاستعمار•
الدوناتيون وثورة فيرموس وغيلدون
امتد نفوذ الدوناتيين إلى دعم الثورات البربرية ضد الاستعمار الروماني، فلجأ الثائر فيرموس سنة 372 م للدوناتيين طالبا دعم ثورته فدعموه، فقد استطاع هذا الثائر بفضل الدوناتيين تحقيق تحالف بين بعض القبائل البربرية، وشن حربا ضروسا على الجيوش الرومانية فاحتل عاصمة موريتانيا مدينة شرشال وإيكوسيوم (مدينة الجزائر)، ومثلما يقول ش أ جوليان ”كان فيرموس مسيحيا ومن غير شك كان دوناتيا• أرسلت روما جيشا بقيادة أفضل قادتها وهو تيودوس فحط في مدينة جيجل، ونظرا لعدم التوازن بين القوتين هزم جيش فيرموس سنة 375 م• وتمكن الرومان من القضاء على فيرموس بالتآمر مع أخيه غيلدون فانتحر فيرموس عندما علم بخيانة أخيه• وفي 376م أصدر الإمبراطور غراتيان Gratien أمرا بتجديد منع المذهب الدوناتي بعد ثبوت مشاركته في ثورة فيرموس•
ويبدو أن غيلدون القائد البربري عندما شعر بأن أخاه لا يستطيع الصمود أمام الجيوش الرومانية، فكر في حيلة يبقي فيها زمام الأمور بين البربر بدل القضاء على العائلة، فقرر التضحية بأخيه فيرموس متظاهرا باستعداده للتعاون مع الرومان• ورحب الرومان بذلك فعينوه كونت إفريقيا سنة 386م• وما أن سيطر على الأمور حتى أعاد الاعتبار للمذهب الدوناتي وانصاع حلفاؤه الرومان لقراره، وهذا يشير إى أن غيلدون لم يكن خائنا، وإنما مناورا• كان يعد العدة مع الدوناتيين لتحرير الشعب البربري من الاحتلال الروماني، واستمر في إعداده من 376م وحتى سنة 396م السنة التي أعلن فيها الثورة ضد الرومان مدعوما من الدوناتيين• ويقول رشيد الناضوري: ”ولم يستمر غيلدون في موالاته للسادة الرومان طويلا بعد تبوئه المناصب العسكرية الرومانية في المغرب، بل سرعان ما انقلب عليهم قائدا ثورة بربرية جديدة سنة 396م، واستخدم الرومان وسيلتهم التآمرية بتحريض أخيه مقزيل ضده وتكررت المأساة وانتحر غيلدون” (9)•
ويقول ش أ جوليان: ”كان غيلدون يملك بين يديه أقوى سلاح وهو منع تزويد روما بالقمح، وفي إمكانه تجويع روما وإيطاليا، وفي سنة 396 م أعلن الثورة وأوقف إرسال القمح، وقد قام الوندالي ستيليسون Stilicon حاكم غرب الإمبراطورية بالاحتياط للكارثة فصادر قمح الغالة وإسبانيا، واجتمع مجلس الشيوخ الروماني وأعلن غيلدون عدوا لروما” (10)•
وخوفا من تجويع الشعب الروماني جندت روما جيشا ضخما لمحاربة غيلدون، وأسندت قيادته لأخ آخر لغيلدون وهو ماقزيل فهزم غيلدون، وخشي الرومان من تمرد ماقزيل فدبروا له عملية اغتيال خفية• ونظرا لأهمية غيلدون وثورته فقد نظم الشاعر الروماني كلوديان Claudien قصيدة طويلة في هذه الثورة ”ركز فيها على الرعب الذي اجتاح الإمبراطورية من جراء المجاعة التي تسبب فيها هذا الثائر البربري الدوناتي، وكيف هب الإله الروماني نيبتون في سماء إفريقيا فأغرق غيلدون في أمواجه، ومكن الأمبراطوريَين ثيودوس وأبيه اللذين صارا إلهين رومانيين، وكيف اعتبر ستيليسون ماقزيل غير مشرف لروما بأن يقود جيشا رومانيا ضد المتمردين• وقد لخص هذا الشاعر الروماني قوة هذه الثورة البربرية، وأهمية المغرب في حياة الشعب الروماني واقتصاده، والدور الذي تلعبه الأرستقراطية الزراعية الرومانية بالمغرب ولوتيفونداتها في تمويل روما بالقمح النوميدي، والتي تقع تحت حماية المذهب الكاثوليكي، وتعتبر الدوناتية عدوها اللدود• وتقول الموسوعة الحرة: ”وانهزم غيلدون سنة 398م ولكنه ترك وراءه الدوناتيين في قمة قوتهم”•
ظهور القديس أوغستين ومحاربته للدوناتيين
وظهر القديس أوغستين، فوجد بلاد البربر قد صارت كلها دوناتية مثلما يقول ش أ جوليان• دونا أمازيغي من الأوراس، أما أوغستين فهو روماني، تقول عنه الموسوعة الفرنسية ”يونيفرساليس”: ”ولد القديس أوغستين مواطنا رومانيا، هو من رومان إفريقيا، عاش مخلصا ثابت الإخلاص للحضارة الرومانية”• (11)• اشتد القمع القاسي الذي مورس ضد أتباع غيلدون ليشمل الدوناتيين أيضا، واعتقل أوبطا أسقف تيمفاد الذي كان مستشارا لغيلدون وروح الثورة البربرية، واغتيل في السجن، واعتبر شهيدا من الدوناتيين، وعن ش أ جوليان يذكر ب مونسو P.Monceaux ”أنه كانت الدعاية المنطلقة من اللوتيفوندات مدعومة بقوة ملاّكي الأرض الكبار الذين يعملون على اعتناق مُزارعيهم الكاثوليكية، وتحقيق الوحدة الدينية في أراضيهم بنوميديا”• ويعقب ش أ جوليان بما يلي: ”إن هؤلاء السادة يرون أن الكاثوليكية هي الضمان لرضوخ البروليتاريا الفلاحية” (12)•
وهنا برز القديس أوغستين فطالب باجتماع مجلس الأساقفة وأملى عليه القرارات، وراح يرسل الشكاوى ضد الهراطقة ويعني بهم الدوناتيين• ومثلما يقول ش أ جوليان: ”كان يعد للتدخل المباشر للسلطة في النزاع الديني، وبطلب من مجمع الأساقفة الكاثوليك بقرطاج محاربة الهراطقة، وقرر الإمبراطور اعتبار الدوناتية هرطقة وخارجة على القانون في 12 فبراير سنة 405 م، وهكذا تدخل القمع الرسمي فزاد من الانتقام الفردي، وراح الأساقفة الكاثوليك يبلغون للشرطة أسماء خصومهم الدوناتيين، وانطلق ملاك الأرض بنوميديا، بما فيها الإقطاعية التي استأجرها أوغستين، ينشرون نشاطهم المحموم ضد الزندقة••• لكن في نوميديا قاومت الدوناتية القمع بشكل قوي جعل أوغستين يحذر الإمبراطور من قوته، وظهر الدائريون من جديد يهاجمون اللوتيفوندات، واندلعت الثورة الاجتماعية”• (13)• ويلاحظ من هذا النص أن أوغستين كان يملك لوتيفوندية من أرض الفلاحين الأمازيغ المسروقة•
ندوة قرطاج
وأمام هذا الوضع الذي رآه مناسبا عمل أوغستين على عقد ندوة تحت شعار توحيد الكنيسة، واعتمد أن يكون الأساقفة الكاثوليك بها أكثر من الأساقفة الدوناتيين، كان عدد الأساقفة 565 أسقف، منهم 286 كاثوليكي و279 دوناتي، وكانت الدعوة تقول بأن الجدال سيدور بين المذهبين، والطرف الذي يتغلب سيعمم مذهبه بإفريقيا، ويبدو أن الدوناتيين كانوا متغلبين على الكاثوليك بالحجة مرتكزين على حقيقة أن المسيحية والتي يؤمنون بها تنصف المقهورين، والشعب المغربي مقهور من الاستعمار الروماني ومن اللوتيفوندة التي تمثله• ويبدو أيضا أن الكثير من الأساقفة الكاثوليك الأمازيغ الشبان بدأوا يميلون للحجج الدوناتية، وعندها غادر أوغستين القاعة وقصد الوالي الأمبراطوري بقرطاج واتفق معه على أن يوقف الحوار، وترسل القوات العسكرية لتعتقل الأساقفة الدوناتيين وهذا هو الذي حدث يوم 26 جوان 411 م• ثم حل المذهب الدوناتي بأمر إمبراطوري فصودرت كنائسه وممتلكاته لصالح الكاثوليكية• ويعلق ش أ جوليان فيقول: ”لقد وجد الدوناتيون أنفسهم أنهم ليسوا في ندوة ولكن أمام محكمة يرأسها الوالي الروماني مارسيلينوس Marcellinus الذي يعتبر كاثوليكيا متعصبا يتهمونه بعديم الذمة” (14)، ومن غير شك فإن هذا الوالي كان يتصرف بنصائح أوغستين•
استمر الدوناتيون يمارسون طقوسهم في السر تحت قيادة غودينتيوس أسقف تيمفاد، وأميريتوس أسقف شرشال، وانطلق الثوار الدائريون يغتالون الكولون، ويحرقون اللوتيفوندات، وردت السلطة بالقمع، ومثلما يقول ش أ جوليان: ”وهكذا العنف ولد العنف في دائرة جهنمية••• وبفضل أوغستين خرج الكاثوليك في كفاحهم منتصرين، لكن الكثير من الانضمامات للكاثوليكية لم تكن سوى صورية شكلية• لقد انطلق حقد أصم كامن ضد الأمبراطورية والكنيسة الرسمية والأرستقراطية الزراعية المتضامنة في القمع الذي استمر بلا رحمة، إلى أن انهارت هذه لسلطة الثلاثية تحت ضربات الوندال” (15)•
كان أوغستين يؤيد بل ويدعو لقمع الدوناتيين، يقول: ”ينبغي أن تتدخل السلطة العامة وتزرع الرعب لإعادة الهراطقة للأصالة المسيحية• باسم كلمة المسيح أجبروهم بالقوة على الدخول”• ومثلما يقول ش أ جوليان كان أوغستين يعتبر قهر الدولة مبررا وشرعيا• مات أوغستين في عنابة وهو يدافع عن الاستعمار الروماني في مواجهة الغزو الوندالي، وخالف بذلك طموحات الشعب المغربي الذي رحب بالوندال أملا في تخليصه من ظلم روما على يد هؤلاء القادمين الجدد، من باب عدو العدو صديق•
مذهب الوندال المسيحي الأريانية أي الأريوسية
fouad-
Localisation : algerie
Nombre de messages : 14
Date d'inscription : 17/10/2014
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum
|
|
Ven 12 Avr 2024 - 10:24 par el hadi
» AIDE AU FORUM
Ven 5 Mai 2023 - 20:21 par admin
» Hamidat Hadj Abdelkrim nous a quitté
Ven 28 Avr 2023 - 16:05 par nouar
» Achat de package
Ven 28 Avr 2023 - 15:48 par admin
» Présentation Melvina petite fille de Maâmar Benyahia
Lun 24 Avr 2023 - 21:32 par nouar
» Ramadhan Karim
Jeu 13 Avr 2023 - 16:19 par nouar
» NOTRE BIENAIME MANCER AHCEN NOUS A QUITTE!!
Sam 11 Fév 2023 - 15:31 par aek33
» Saidabiida en deuil.
Sam 11 Fév 2023 - 15:28 par aek33
» Saida,le Mouloudia et la D1
Ven 13 Jan 2023 - 21:35 par adila
» Dormir près de son téléphone portable : bon ou mauvais ?
Jeu 15 Déc 2022 - 15:54 par rosejlever
» LE TEMPS QUI PLEURE....
Sam 29 Oct 2022 - 2:25 par baghdadi laaredj
» BONNE FETE DE L AID !!
Jeu 5 Mai 2022 - 19:06 par bechamede
» Donnez un titre...
Dim 13 Mar 2022 - 13:53 par mancer ahsene
» Laâredj et Hocine...
Sam 12 Mar 2022 - 10:20 par mancer ahsene
» Hasard et leçons...
Jeu 24 Fév 2022 - 12:01 par mancer ahsene